الرياض: في ضوء التوقعات بنمو عدد سكان منطقة الشرق الأوسط بنسبة 31% بحلول عام 2025، وارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بواقع 4.3% بين عامي 2009 – 2020 ، تزداد الحاجة إلى تأسيس بنية تحتيّة كهربائية قوية تواكب أعلى معايير الكفاءة والجودة. علاوة على ذلك، ومقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية، التي يتوقع أن يزداد فيها معدل استهلاك الفرد للكهرباء بنسبة 0.8% سنوياً لغاية عام 2035، فإن هذا المعدل سيصل إلى أكثر من 2.5 %2 في دول مجلس التعاون الخليجي خلال الفترة ذاتها.
وانطلاقاً من التزامهما بالمشاركة في مبادرات تدعم المساعي التنموية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي في الشرق الأوسط، وتعزيز كفاءة قطاع الطاقة، أعلنت شركة “جنرال إلكتريك” (NYSE: GE) ومجموعة “إكس دي إلكتريك جروب” (SHA: 601179) عن شراكة جديدة تجمع بين إمكانيات “جنرال إلكتريك” المتقدمة في مجال إدارة وأتمتة الشبكات الكهربائية ومنتجات “إكس دي إلكتريك” من معدات وأنظمة الجهد العالي.
وبموجب الاتفاقيّة التي تم الإعلان عنها بدايةً في مايو 2012، ستتمكن “جنرال إلكتريك” من ترسيخ مكانتها كمزوّد رئيسي لحلول نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية، وتوفير منصة عالمية ذات تنافسية عالية لتزويد أنظمة الطاقة ذات الجهد المرتفع لشركات الكهرباء وللقطاعات عالية الاستهلاك للطاقة.
بهذه المناسبة قال المهندس جلال القطب، المدير الإقليمي لمنتجات وحلول الجهد العالي في “جنرال إلكتريك”: “تتمتع ’جنرال إلكتريك‘ بحضور قوي في منطقة الشرق الأوسط منذ أكثر من ثمانين عاماً، ونركز جهودنا في المرحلة الراهنة على مشاريع تطوير وتحديث وربط الشبكات تضمن إمدادات مستقرة للطاقة وبأعلى مستويات الكفاءة. وتنسجم هذه الخطوات مع توجه الحكومات في المنطقة نحو تعزيز البنية التحتية لقطاع الطاقة، مع التركيز بصورة خاصة على الاستدامة، بما يضمن تلبية متطلبات النمو السكاني والعمراني المتسارع”.
وأضاف قائلاً: “إن تعزيز قدراتنا بأنظمة الجهد العالي سيتيح لعملائنا من شركات الكهرباء إمكانية نقل الكهرباء لمسافات طويلة خلال ظروف مناخية صعبة بأقل هدر ممكن من الطاقة، مما يساعد على رفع كفاءة الشبكات الكهربائية وبالتالي تقليل الانبعاثات الكربونية”.
وتضمن الاتفاقية الجديدة توفير حلول فعالة لنقل وتوزيع الطاقة الكهربائية بما يواكب الطلب المتزايد على الكهرباء في الاقتصادات الناشئة للمنطقة، حيث تكشف التوجهات الديموغرافية ونمو المناطق العمرانيّة عن حاجة ماسة لتطوير البنية التحتية الحالية للشبكات في المنطقة.
ووفقاً للأمم المتحدة، فإنه من المتوقع أن يصل عدد سكان المدن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أكثر من 280 مليون نسمة بحلول عام 2020، من مجمل 430 مليون نسمة (نسبته 65%)3. وبطبيعة الحال، تستوجب هذه الزيادة إطلاق استثمارات دائمة في مجال البنية التحتية لقطاع الكهرباء، وتطوير قطاعات المياه والطاقة ونظم الاتصال. ويعتبر الطلب العالمي المتزايد على الكهرباء ونمو عدد السكان من العوامل الاقتصاديّة المحفزة لنمو قطاع نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية البالغة قيمته 100 مليار دولار أمريكي سنوياً.
وتتيح اتفاقية الشراكة بين “جنرال إلكتريك” و”إكس دي إلكتريك” لشركات الكهرباء توسيع نظم النقل والتوزيع عبر استخدام المحولات، وقواطع الدارات الكهربائيّة، والمفاتيح المعزولة بالغاز، وغيرها من تجهيزات الجهد العالي بما يضمن تلافي انقطاع التغذية وبناء شبكات متينة عالية المرونة والموثوقية لمواكبة الطلب المتزايد على الكهرباء. وكما ستقوم الشركتان بتزويد القطاعات ذات الاستهلاك الكثيف للطاقة بالحلول عالية الجهد لتلبية الحاجة المتزايدة إلى الكهرباء في العمليات الصناعيّة.
ويسهم تطوير النظم الكهربائية في رفد نمو القطاع مدفوعاً بالحاجة إلى دمج مصادر الطاقة المتجددة والموزعة، وهو ما ينسجم تماماً مع متطلبات منطقة الشرق الأوسط التي تشهد توجه العديد من الحكومات نحو وضع أهداف طموحة ضمن قطاع الطاقة المتجددة في إطار خطط تنويع مصادر الطاقة.
وبهذا الصدد، قال روبرت تركو، مدير عام وحدة أنظمة توصيل الطاقة التابعة لشركة “جنرال إلكتريك”: “ستشهد الاستثمارات العالمية في مجال تطوير الشبكات نمواً بنسبة 10% خلال السنوات الخمس المقبلة. وسنحرص على دعم هذا النمو، من خلال التواصل مع عملائنا في المناطق سريعة النمو لمساعدتهم في تحقيق مثل هذه الأهداف. ونحن نعمل على تعزيز الإمكانيات التقنيّة في سبيل خدمة المنطقة عبر توفير حلول شاملة تلبي احتياجات الطاقة المتزايدة بدءاً من مرحلة الإنتاج وصولاً إلى الاستهلاك، كما نمتلك فريقاً محلياً يركز على التوجهات المحلية والإقليمية”.
وتعتبر “إكس دي إلكتريك” واحدة من أكبر الشركات الصينية في مجال تصنيع معدات الجهد العالي، وهي متخصصة في البحث والتطوير والتصنيع لمعدات النقل والتوزيع الكهربائي ذات الجهد العالي والفائق. وتتيح تقنيات الشركة نقل وإدارة إمدادات الطاقة للمستخدمين في المجالات الصناعية والتجارية والسكنية.
وتعد “جنرال إلكتريك” من الشركات العالمية الرائدة في مجال توفير نظم إدارة وأتمتة الشبكات التي تضمن للعملاء التزود بالطاقة بكفاءة تشغيلية عالية. وتحظى الشركة بحضور عالمي متميز وخبرات واسعة وعلاقات متينة مع العملاء بما فيهم شركات الكهرباء والقطاعات ذات الاستهلاك الكبير للطاقة مثل النفط والغاز والصلب والتعدين، وهو ما سيسهم في توسيع قاعدة العملاء المستفيدين من الاتفاقية.
ويذكر أن “سيتي غروب” هي المستشار المالي الوحيد لشركة “جنرال إلكتريك” في هذه الاتفاقية، بينما شركتا “ويل غوتشال أند مانجز” و”فانغدا بارتنرز” هما المستشاران القانونيان الرئيسيان للشركة.