وصلت إلى المملكة العربية السعودية واحدة من أحدث المكتشفات العلمية المتعلقة بعلوم الحمض النووي الوراثي (DNA) عبر “مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية”.
وسعيا لنشر فهم علوم الوراثة والحمض النووي، وأهميته، تنظم “المدينة” فعاليات تعليمية في المدارس والجامعات، حيث أفاد مسؤول في “المدينة” أنه قبل فترة ليست بالطويلة كانت الحاجة تستدعي وجود دكتور متخصص يعمل في مختبر مجهز بكامل الوسائل والتجهيزات لعمل تسلسل جيني لبكتيريا أو فيروس، أما الآن فإنه بالإمكان عمل ذلك في مساحة الجزء الخلفي من سيارة ما – بل وسيارة صغيرة للغاية.
ويوضح مرجع في المدينة أن “شركة “لايف تكنولوجيز” قامت بتجهيز سيارتين من نوع ميني بجهاز أيون بروتون للجينوم الشخصي مع ملحقاته، وبرهنت التجربة بساطة هذا الإجراء وسهولة التعامل مع هذه التقنيات الجديدة، حيث بدأت رحلة استعراض هاتين السيارتين في المملكة منذ أيام، مما يمكن طلاب المدارس والجامعات اختبار تجربة تسلسل الحمض الوراثي أولا باستخدام التقنية آنفة الذكر”.
وقد أثبتت هذه التقنية فعاليتها قبل سنتين إبان ثورة جرثومة إي- كولاي في ألمانيا. بيد أنه أثناء فترة تحدي ثورة هذه “الجرثومة القوية” استطاع المختصون تحديد السلالة خلال ساعات بدلاً من أيامٍ أو أسابيعَ بالتقنيات والأساليب في حينها. و كانت حينها بمثابة حجر أساس للبدء في خُطط علاج، مع المساهمة في احتمالية إنقاذ حياة الآلاف من الأرواح. وإلى جانب كونها أنيقة في مظهرها، فإن المختبرات المُركَّبة على سيارات الميني برهنت سهولة الوصول لعملية التسلسل لفائدة الجميع.
وفي عودة إلى ملفات مدينة الملك عبد العزيز، فقد كشف “الطب الشخصي” أن مفهوم تسلسل الحمض الوراثي يهدف إلى استخدام المعلومة الجينية الفريدة لفردٍ ما لمساعدة الأطباء المختصين على استهداف الدواء المناسب للشخص المناسب. وهذا الإجراء يساعد في تفادي استخدام العقاقير التي لن تجدي نفعا لبعض الأشخاص أو فئات من الأمراض، والتقليل من احتمالية تفشي الآثار الجانبية غير المرغوبة.
ويأمل مخترعو التقنية الحديثة أن يلعب أسلوب تسلسل الحمض النووي الوراثي دوراً مهما في الحياة في المستقبل القريب.
ورفعت “مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية” شكرها وامتنانها للقيادة الحكيمة في المملكة العربية السعودية على دعمها ورؤيتها.