انتقال الحوسبة السحابية في المملكة العربية السعودية من مرحلة “الإقناع” إلى مرحلة “الاختبار” وتوقع نمو بنسبة 52.9% خلال عام 2014

iStock_000018660718Medium_crop1

تتميز المنشآت السعودية ببطئها في الانفتاح على مفهوم الاستعانة بخدمات المصادر الخارجية والخدمات المدارة، وذلك بسبب رغبتها في الحفاظ على قدرتها على التحكم بمهام تقنية المعلومات الخاصة بها بشكل كامل، في ظل تزايد المخاوف بشأن أمن تقنية المعلومات، ولكن على الرغم من ذلك فقد شهد تبني الاستعانة بخدمات المصادر الخارجية في المملكة نمواً سريعاً مقارنة بالاستهلاك العام لخدمات تقنية المعلومات خلال السنوات الفائتة. وفي هذا الصدد، أشارت أحدث توقعات IDC العالمية للأبحاث، الشركة المتخصصة في دراسات السوق والخدمات الاستشارية والفعاليات الخاصة بأسواق تقنية المعلومات والاتصالات والسلع الاستهلاكية، إلى نمو سوق الاستعانة بخدمات المصادر الخارجية بالمملكة إلى 16.3% في عام 2014 مقارنة بالعام الماضي، في الوقت الذي يتوقع فيه تحقيق نمو بنسبة 13.9% في سوق خدمات تقنية المعلومات في مجمله. ومن المتوقع أن يرتفع الانفاق على خدمات الحوسبة السحابية إلى 52.9% خلال الفترة نفسها، وذلك على الرغم من ضعف القاعدة الأساسية.

وفي تعليق له، يقول حمزة نقشبندي، محلل الأبحاث الرئيسي للبرامج وخدمات تقنية المعلومات بشركة IDC المملكة العربية السعودية، “تتعرض المنشآت السعودية لضغوط متزايدة لتحسين فعاليتها في أداء الأعمال وتطوير عمليات تقنية المعلومات بها وتعزيز كفاءتها التشغيلية، وفي الوقت نفسه، فإن هذه المنشآت تقوم  بإعادة تقييم مواقفها الحالية تجاه تقنيات مثل الحوسبة الافتراضية والحوسبة السحابية والتحليلات، والتي يزداد انتشارها بشكل  تدريجي في كافة أنحاء المملكة. وفي الواقع، تدرك العديد من المنشآت وبشكل متزايد أن الاستعانة بخدمات المصادر الخارجية توفر لها القدرة على وضع اتفاقيات مستوى خدمة أفضل مقارنة بإدارة العمليات داخلياً، كما أن النقص في الكوادر المؤهلة في التقنيات المتطورة مثل الحوسبة السحابية، يساعد على انتشار تبني الاستعانة بخدمات المصادر الخارجية.”

وحقق سوق الحوسبة السحابية بالمملكة تطوراً ملموساً خلال فترة الاثني عشر شهراً الماضية، والتي استمر خلالها مقدمو الخدمات المحليون بشكل عام، وشركات الاتصالات على وجه  الخصوص، الكثير على تطوير باقة من عروض الحوسبة السحابية. ويضيف نقشبندي موضحاً، “المعروف بشكل عام أن العملاء السعوديين يفضلون مقدمي الخدمة الذين لديهم تواجد بالمملكة، ويفضلون التعاون الوثيق مع مقدم الخدمة خلال فترات البيع والمشروع. وقد حدثت زيادة في نشاط مقدمي الخدمة المحليين من خلال تعاون مقدمي الخدمات السحابية pure-play بشكل متزايد عبر شراكات مع الشركات المحلية ليتمكنوا من دخول السوق المحلي بفاعلية، وبخاصة في مجالات تطوير الأعمال والاستشارات والانتقال إلى الأنظمة الجديدة والتدريب والاندماج في بيئة العمل الجديدة.”

وعلى الرغم من أن المنشآت السعودية قد عبرت عن استمرار مخاوفها بشأن أمن تقنية المعلومات بتفضيلها لاستخدام حوسبة سحابية خاصة بداخلها، فقد لاحظت IDC أن قلة فقط من هذه المنشآت قد أحرزت تقدماً بتحويل بنياتها التحتية الافتراضية إلى بيئات سحابية خاصة ومتكاملة، ولكن من المتوقع حدوث تغيير في ذلك في ظل استمرار مقدمو خدمات الحوسبة السحابية في الاستثمار على تثقيف العملاء، وفهم العملاء بشكل أفضل لمزايا بعض الخصائص مثل الأتمتة والقياس واسترداد التكاليف، والتي هي جزء من نشر الحوسبة السحابية الحقيقية.

وقد أصبحت الآن التوقعات التجارية وإدارة المخاطر واعتبارات تقليل التكلفة من أهم المخاوف على مستوى المنشآت، إلى حد أنها تدفع الرؤساء التنفيذيين السعوديين لتقنية المعلومات لوضع استراتيجيات خاصة بالحوسبة السحابية وتحديد أعباء العمل والنماذج الملائمة لمنشآتهم. وفي ظل بدء المنشآت السباقة بالحصول بشكل بطيئ على المزايا التي توفرها خدمات الحوسبة السحابية، ما تزال هناك مخاوف بشأن أمن تقنية المعلومات وقابلية الاستخدام وخصوصية البيانات والقدرة على الاتصال.

ولاحظت IDC أن السوق السعودي يعاني من نقص الكوادر المؤهلة في مجال تقنية المعلومات، وللمفارقة فإن تزايد النقص في الكوادر المؤهلة سيكون له أثر إيجابي وسلبي في نفس الوقت على تبني خدمات الحوسبة السحابية. يقول نقشبندي موضحاً، “فيما يتعلق بمنصات البرمجيات كخدمة (SaaS)، ستتيح تقنيات الحوسبة السحابية للمنشآت إمكانية الاستفادة من التطبيقات دون القلق بشأن إدارتها، ولكن من جهة أخرى فإن هناك مجالات مثل الحوسبة السحابية الخاصة (أو المنصة كخدمة – PaaS) ستجعل المنشآت مضطرة لامتلاك الكوادر المؤهلة الضرورية لإدارة بيئاتها القائمة على الحوسبة السحابية.”

تقرير IDC عن تحليل سوق خدمات الحوسبة السحابية وخدمات الاستضافة والخدمات المدارة والاستعانة بخدمات المصادر الخارجية  في المملكة العربية السعودية لعام 2012 والتوقعات للفترة 2013-2017 هو دراسة تتضمن تقييماً لسوق خدمات الحوسبة السحابية وخدمات الاستضافة والخدمات المدارة والاستعانة بخدمات المصادر الخارجية  في المملكة العربية السعودية خلال عام 2012. وتحتوي الدراسة على تفاصيل بشأن حجم السوق وتلخص أهم التأثيرات التي تضمنتها المسوحات الكمية التي أجرتها IDC على المستخدمين النهائيين خلال الربع الثاني من عام 2013، إضافة إلى توقعاتها لفئات السوق على مدى السنوات الخمس المقبلة (2013-2017).