دبي، الإمارات العربية المتحدة: أطلقت تومسون رويترز للملكية الفكرية والعلوم اليوم تقرير أداء البحوث والابتكار في مجموعة دول العشرين. التقرير يستقصي المعلومات الخاصة بالبحوث العلمية وبراءات الاختراع في دول مجموعة العشرين ليسلط الضوء على الاستراتيجيات العالمية للاقتصادات الرائدة في العالم.
وأظهرت الدراسة التي تضمنت تحليلاً لأنماط توثيق البحوث العلمية ولمحافظ براءات الاختراع في دول مجموعة العشرين على مدى فترة عشر سنوات، أن الأسواق الناشئة، خاصة الصين والهند، قطعت أشواطاً في سد الفجوة مع الدول المتقدمة في مجال البحوث والابتكار. وبينت الدراسة أيضاً أنه في الوقت الذي وسعت فيه كل من الدول الناشئة والمتقدمة بشكل كبير القدرات البحثية خلال العقد الماضي، إلا أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد تراجعت حصتهما في إجمالي البحوث الجديدة في العالم. وظهرت مؤشرات على انخفاض الانعكاسات العالمية للأبحاث الصادرة في الولايات المتحدة.
في عام 2003، كان انتاج السعودية من الأوراق البحثية المنشورة 1474 ورقة فقط، ثم ارتفع إلى 6978 ورقة في 2012، أي بنسبة نمو بلغت 373%، وهي أعلى نسبة نمو في إنتاج الأوراق البحثية بين دول مجموعة العشرين خلال العقد الماضي.
واستطاعت السعودية الحصول على حصة 6% من الإنتاج العالم للأوراق البحثية في 2012، ارتفاعاً من 2% في 2003. وجزء كبير من هذا النمو تم تسجيله في الفترة منذ عام 2009. ومع هذا النمو الحيوي، فإنه من اللافت أن المملكة سجلت زيادة قوية في الأبحاث المستشهد بها، من حوالي نصف متوسط الزيادة العالمية إلى أكثر بنسبة 6٪ من متوسط الزيادة العالمية في عام 2012. ومن الملاحظ أن السباق في الإنتاج العلمي لا يضيف في كثير من الأحيان منشورات ذات جودة أفضل، كما تتطلب معايير الاستشهاد المرجعي.
وبقيت المساهمة العالمية للسعودية في جميع مجالات البحوث العلمية منخفضة، نظراً لضآلة الانتاج البحثي المنشور. ولكن في مجال الرياضيات حلت الأولى، مع حصة 7% من الأبحاث المتخصصة بهذا المجال، خلال 2008-2012 . وفي الرياضيات أيضا سجلت المملكة العربية السعودية أعلى معدل إنتاج للأبحاث المستشهد بها، متجاوزة المتوسط العالمي بنسبة 5%. وساهمت أبحاث الرياضيات في دعم مساهمة السعودية في الأوراق البحثية المستشهد بها، إلى 1.2. وجاءت أبحاث الهندسة، وعلوم النبات والحيوان، وعلوم الكمبيوتر في المركز الثاني، مع حصة بلغت 3٪ لكل منها من الأوراق المستشهد بها في العالم خلال الفترة ما بين عامي 2002 و2011.
وقال باسل مفتاح، رئيس تومسون رويترز للملكية الفكرية والعلوم، إن “مع التطور التدريجي لتحركات البحث العلمي والابتكار في جميع أنحاء العالم، فإن الصورة المستقبلية للاقتصاد العالمي تستقطب الأنظار”. وأضاف أن “تومسون رويترز بالاعتماد على المحتوى الهائل لديها، والأدوات التحليلية ورأس المال الفكري الخاص بها، استطاعت اتخاذ موقعاً فريداً للكشف عن مثل هذه الرؤى وتوفير آفاق قيمة للحكومات والشركات والمؤسسات في جميع أنحاء العالم”.
فيما يلي أبرز النتائج الرئيسية التي توصلت إليها الدراسة:
• تحولات في مشهد قادة الأبحاث: لقد بدأ دور العمالقة التقليديين المتخصصين بالأبحاث والابتكار في التراجع. فقد انخفضت الحصة العالمية للولايات المتحدة في الأوراق البحثية العلمية من 33% في عام 2003 إلى 27.8% في عام 2012، في حين انخفضت حصة الاتحاد الأوروبي بنسبة 3 في المئة خلال الفترة نفسها. في حين أن حجم براءات الاختراع المحلية ارتفع بشكل مطرد بين عامي 2003 و2012 في الولايات المتحدة وأوروبا بنسب 2 في المئة سنوياً و1.4 في المئة على التوالي، غير أن هذه النسب تبدو هزيلة مقارنة بمعدل النمو في اصدار براءات الاختراع في الصين الذي بلغ 29 في المئة. ومن الملاحظ أيضاً، أن الأميركيين استحوذوا على 56 في المئة من طلبات براءات الاختراع في الولايات المتحدة، نزولا من 63 في المئة في عام 2003، كما أن سبعة من أكبر عشر شركات لتسجيل براءات الاختراع في الولايات المتحدة لديها مقار رئيسية في آسيا.
• الأوراق البحثية الموثقة في الصين والهند: حصلت الأوراق البحثية الصينية الموثقة على حصة عالمية تقدر بـ 14 في المئة في عام 2012، ارتفاعاً من 5.6 في المئة في عام 2002 وأقل من 0.5 في المئة في بداية الثمانينات. وأصدرت الهند في عام 2012 ضعفي ما أنتجته من أوراق بحثية موثقة في عام 2003.
• حققت كل من أستراليا وفرنسا وبريطانيا مكاسب قوية في مجال النفوذ العلمي بين الدول المتقدمة: الدول الأكثر انتاجاً للأبحاث، مثل أستراليا وفرنسا وبريطانيا، سجلت معدلات عالية في إنتاج الأوراق البحثية والمعترف بها عالمياً بين عامي 2002 و2011، في حين كانت الولايات المتحدة الوحيدة من بين الدول المتقدمة التي سجلت تراجعاً في هذا المجال خلال نفس الفترة.
• العلوم الفيزيائية والكيمياء يقودان الابتكارات الصينية: استناداً إلى نمو الإنتاج العلمي في الصين في ظل التركيز على العلوم الفيزيائية، لا سيما علم المواد والكيمياء والفيزياء، إلى جانب الهندسة، والرياضيات، والعلوم الجيولوجية، سجلت الصين أكبر مساهمة في الأوراق البحثية المنشورة على مستوى العالم في الفترة بين عامي 2002 و2011. كما ارتفع عدد طلبات براءات الاختراع في الصين من 40 ألف طلب في عام 2003 إلى أكثر من 400 ألف في عام 2012، وذلك يعود جزئياً إلى تركيز الحكومة على تشجيع الابتكارات المحلية. كما أن خمسة وأربعين في المئة من المنتجات الطبيعية في العالم و43 في المئة من الاختراعات الهندسية المتعلقة بهذه المنتجات تأتي من الصين، في حين أن 5.25 في المئة فقط من الاختراعات المتعلقة بالكمبيوترات الرقمية مصدرها الصين.
• فعالية البحوث الموثقة في الهند لا تواكب الإنتاجية، وعدد براءات الاختراع يبقى متقلباً: على مدى السنوات العشر الماضية، زاد انتاج الهند من البحوث العلمية بنحو 146 في المئة، لتستحوذ حالياً على 3.6 في المئة من إجمالي الإصدارات العالمية للبحوث. ورغم ذلك، فقد بقيت نسبة مساهمة الأوراق البحثية الموثقة في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد منخفضة. وقد تراوح عدد براءات الاختراع في الهند بين 4 آلاف وسبعة آلاف سنوياً منذ أن أصبحت البيانات متاحة على نطاق واسع في عام 2005، ولكن ثلثي إجمالي طلبات براءات الاختراع في الهند له صلة بأجانب يسعون إلى حماية اختراعاتهم في الهند.
وقال غوردن ماكومبر، العضو المنتدب لتومسون رويترز للبحوث العلمية: “هذه الدراسة هي دليل آخر على عولمة العلم والابتكار وليست مجرد نزعة، فالنشاط وجد ليستمر. كما تدل أيضاً على أن الدور الذي يلعبه البحث والابتكار العلمي في منظومة الاقتصاد العالمي”.
من جانبه، قال دايفيد براون، رئيس وحدة أعمال حلول الملكية الفكرية لدى “تومسون رويترز”: “في إطار مجموعة دول العشرين، هناك علاقة قوية بين النشاط البحثي والناتج الاقتصادي، البحث العلمي يقود إلى براءات الاختراع، وعلى الرغم من أن عملية مراجعة براءات الاختراع يمكن أن تمتد الى سبع سنوات، فإن كل من النشاطين يمثل على المدى الطويل وسيطاً للابتكار”.
التقرير الكامل حول أداء البحوث والابتكار في مجموعة دو العشرين، يوفر بيانات تفصيلية عن توثيق البحوث ومقاييس تسجيل براءات الاختراع لكل دولة في مجموعة العشرين، إضافة إلى شرح مفصل للتوجهات الرئيسية لإعداد برنامج البحوث والابتكارات في كل منطقة. وتم تجميع البيانات المستخدمة في التقرير من مصادر عديدة تشمل “تومسون رويترز ويب أوف ساينس”، و”إنسايتس”، ومؤشر ديرونت العالمي لبراءات الاختراع.