تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التربية والثقافة والشباب وتنمية المجتمع، عقد مجلس القيادات الجامعية، في دبي مؤتمرا عن العمل الخيري والتنمية المستدامة. ويضم مجلس القيادات الجامعية كل من الجامعة الأميركية في الشارقة، ومعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة زايد، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث، جامعة أبوظبي، وشعبة التعليم في مدينة دبي الطبية.
وانعقد هذا المؤتمر، وهو الأول من نوعه، تحت عنوان “العمل الخيري في التعليم العالي، والعطاء الاجتماعي المسؤول: عندما يثمر العطاء. “وشمل المتحدثون الرئيسيون فيه، كل من: فيليب دوست بلازي، وزير الخارجية السابق لفرنسا، وهو حاليا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، الذي يرأس مبادرة UNITAID، وجاك لانج وزير الثقافة السابق في فرنسا، وهو حاليا رئيس معهد العالم العربي، وحضره أيضاً مايكل كوربين السفير الأميركي لدى الدولة.
ويهدف هذا المؤتمر وهو الأول من نوعه، لتبادل الأفكار حول العمل الخيري والمسؤولية الاجتماعية، واستكشاف المبادرات الخيرية في مجال التعليم العالي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي كلمته الافتتاحية نيابة عن مجلس القيادات الجامعية، قال الدكتور فريد موفينزادة رئيس معهد مصدر: “إن ثقافة العطاء متأصلة بعمق في عادات وتقاليد هذه المنطقة. والمناقشات في هذا المؤتمر تهدف إلى تسليط الضوء على هذه العادات، وحضور هذا القدر من المشاركين الرئيسيين يسهم في رفع مستوى الوعي بمدى عمق تواجد العمل الخيري في ممارساتنا الاجتماعية. ويؤكد هذا التواجد من مختلف القطاعات الحاجة إلى تنمية مستدامة من خلال المساهمات الاجتماعية المسؤولة. ”
وتعليقا على هذه المبادرة، قال الدكتور توماس هوكستيتلر، وكيل مدير الجامعة الأميركية في الشارقة للشؤون الأكاديمية ومدير الجامعة بالوكالة : “العمل الخيري في التعليم هو منفعة متبادلة للجامعات وللقطاعين العام والخاص حيث يوفر ذلك الدعم في تمويل مشاريع التعليم، وفي الوقت نفسه يوفر المنصة لتطوير المواهب الجديدة لبناء اقتصاد المعرفة الإقليمية. فالجامعات الإقليمية تنشىء الأوقاف، والمنح الدراسية، وكراسي الأستاذية وغيرها من الفرص للداعمين لتطوير مبادرات المسؤولية الاجتماعية لهم. وهذا المؤتمر هو منصة إطلاق مثالية لجلب مجتمع المانحين جنبا إلى جنب مع الجامعات الرائدة. آملين أن يكون المؤتمر بادرة لإبراز الرغبة في العمل الخيري الكامنة في ثقافتنا وذلك لدعم التعليم العالي. ”
وعلقت الدكتورة ندى مرتضى صباح نائب مدير الجامعة الأميركية في الشارقة لشؤون التطوير وعلاقات الخريجين “أن هذا كان حدثا فريدا، من حيث أنه جمع بين القيادة العليا من جميع الجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة وهيئات العمل الخيري في المنطقة لرفع الوعي حول أهمية المسؤولية الاجتماعية والعطاء في بناء نسيج المجتمعات في العالم العربي من جميع الأوجه. إن إشراك قادة الأعمال في الحواربين الأوساط الأكاديمية، والقطاعين العام والخاص يشهد على زيادة الوعي بأهمية المسؤولية الاجتماعية في المنطقة “.
وبالإضافة إلى فيليب دوست بلازي وجاك لانغ، شمل المتحدثون الرئيسيون كل من الدكتور هشام الشريف، رئيس استثمارات تكنولوجيا المعلومات وأستاذ فخري في الجامعة الأميركية في القاهرة في مصر، والدكتور شيخة المسكري، رئيسة المسكري القابضة التي سلطت الضوء على دور المرأة في التنمية المستدامة وتجربتها باعتبارها الشريك المؤسس بتنظيم العديد من المبادرات والمشاريع والخيرية.
وشمل المؤتمر كذلك أربع حلقات نقاش لكبار المسؤولين الحكوميين والشركات الكبرى، وركزت على دور المؤسسات الخيرية الخاصة والمؤسسات الحكومية في دعم جهود التنمية الوطنية. وضم المتحدثون الدكتور محمد بانياس، جامعة الإمارات العربية المتحدة، والدكتور نبيل إبراهيم، جامعة أبوظبي، والدكتور تود لارسن، جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث، والدكتور عامر أحمد الشريف، مدينة دبي الطبية التعليمية، والدكتور لاري ويلسون، جامعة زايد؛ عبدالله سعيد الدرمكي، المدير التنفيذي لصندوق خليفة لتطوير المشاريع؛ طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء، والدكتور عبد الكريم سلطان العلماء، المدير التنفيذي لمؤسسة الجليلة؛ فؤاد مخزومي، مؤسس، مؤسسة مخزومي ، الإمارات العربية المتحدة؛ وكلير وودكرافت، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات.
ويهدف مجلس القيادات الجامعية إلى العمل كحلقة وصل لأعضاء هيئة التدريس والطلاب للتفاعل مع كل من القطاعين العام والخاص ويسعى لتوفير الدعم المادي من القطاعات الصناعية، والحكومية، للأنشطة الأكاديمية والبحثية للجامعات. ويسعى أيضا للمضي قدما في الأهداف التربوية للجامعات في الإمارات ومواءمة سياساتها مع الحكومة فيما يتعلق بتلبية متطلبات الاقتصاد والصناعة.
والمؤتمر هو أيضا استجابة إقليمية إلى الخطاب العالمي المعاصر عن كيف يمكن ‘للعطاء’ أن يكون أكثر فعالية واستراتيجية. وعلى هامش المؤتمر تم تنظيم معرض فني بعنوان “الفن من خلال الجامعة والمجتمع الحوار ‘ مبرزاً أعمالاً معاصرة من قبل الفنانين القطريين الشهيرين علي حسن، سلمان المالك وأمل آل العظم، والفنانة الإماراتية الرائدة الدكتورة نجاة مكي، والفنانيين عبد الرحيم سالم، وخليفة الشيمي. ويجسد المعرض استثمار ملموس للإبداع الثقافي لدول مجلس التعاون الخليجي في العمل الخيري والعطاء الاجتماعي، ويهدف المعرض الى بناء علاقات بين الالتربويين والفنانين، والمجتمع.