اقترحت دراسة جديدة أطلقتها “مصدر” وشركة ريد للمعارض”، خلال فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل والتي جرت فعالياتها في أبوظبي في يناير 2013 ، وبمشاركة شركة “إرنست أند يونغ” ، خطة عمل تتضمن عدداً من المبادرات الرامية إلى العمل على تسريع صناعة الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتحت عنوان “الوفاء بوعد تطوير قطاع الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، جمع التقرير وتحت سقف واحد آراء 40 مديراً تنفيذياً ومحللاً ومسؤولاً حكومياً من جميع أنحاء العالم خلال نقاشات الطاولة المستديرة الخاصة بالرؤساء التنفيذيين والتي جرت ضمن إطار “القمة العالمية لطاقة المستقبل 2013”. ويمكن تحميل التقرير من الموقع الإلكتروني الخاص بالقمة على العنوان التالي: www.worldfuturenergysummit.com
وتتضمن خطة العمل خمس مبادرات هي: تطوير سياسة بيئية مستقرة وشفافة، إنشاء الأسواق، توفير البنية التحتية المناسبة ، توفير التمويل المناسب، وبناء القدرات المحلية.
ونتيجة لما تتمتع به منطقة الشرق الأوسط من مزايا طبيعية، وأشعة شمس ساطعة ووفيرة، وتوفر شبكة كهرباء وشبكة طرق والتي من شأنها أن تدعم صناعة شمسية متطورة، وحكومات مدركة لقيمة وأهمية تطوير مصادر الطاقة المتجددة كجزء من مصادر الطاقة المستدامة، فقد أكد التقرير على أن منطقة الشرق الأوسط ستحظى بمستقبل مشرق فيما يتعلق بتكنولوجيا الطاقة الشمسية.
وتعليقاً على أهمية الطاقة المتجددة أكد نمر أبو علي، رئيس قسم خدمات التقنيات النظيفة في ارنست ويونغ(EY) في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على أن “الطاقة المتجددة أصبحت تلعب دوراً هاماً وحيوياً في قطاع الطاقة العالمي بشكل أكثر تأثيراً من ذي قبل وذلك بعد أن أصبح هذا النوع من الطاقة قابل للتمويل بشكل اقتصادي. لقد زاد الاهتمام بالطاقة المتجددة ومبدأ كفاءة الطاقة بالتوازي مع الاهتمام الذي تبديه اقتصادات عملاقة مثل الصين والهند في ضوء استهلاكها الكبير وبشكل غير مسبوق للوقود الأحفوري بهدف الدفع بعجلة النمو لتلك الاقتصادات”.
وعلى حسب خبراء تقوم حكومات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بتشجيع قطاع الطاقة النظيفة لضمان أمن الطاقة وتأمين الحاجة المتزايدة من الطاقة لسكانها الآخذين بالارتفاع.
ومن جهته، قال جان-إيف داكلان، مدير الطاقة الشمسية في شركتي “توتال” و”صن باور”، وهو أيضاً أحد الخبراء الذين تمت مقابلتهم من أجل التقرير: “تكمن الميزة الأساسية للمنطقة في قوة الإشعاع الشمسي التي يحبذ وجودها أثناء تطبيق التقنيات ذات الفعالية العالية، مما يعني إنتاج الطاقة على نطاق أوسع. كما تتوفر في المنطقة أيضاً مساحات شاسعة من الأراضي، وهي مسألة بالغة الأهمية عند التفكير في بناء محطات ضخمة للطاقة الشمسية”.
من جهته قال الدكتور شون كيو، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة “كاناديان سولار”، وهو أيضاً من الخبراء الذين ساهموا في الإدلاء بآرائهم للتقرير، أن الشركات بدأت تلاحظ ميزات العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأضاف: “يسمح لنا الإشعاع الشمسي القوي بزيادة فعالية منتجاتنا، كما توفر الأراضي المنبسطة لشركات الطاقة الشمسية إمكانية إنشاء أنظمة أكبر حجماً بكل سهولة. ويمكن للخطط والاستراتيجيات الطموحة التي ترسمها حكومات المنطقة – والتي تمولها الحكومات نفسها أو مستثمرين أجانب – أن تكون ذات موثوقية عالية، وأن تستمر على المدى الطويل أكثر من أنظمة التعرفة المدعومة (FIT)“.
ويقدم التقرير آراءً قيمة حول ما يتوجب فعله في منطقة الشرق الأوسط للانتقال من كونها أحد الأسواق الناشئة في مجال الطاقة الشمسية إلى تبوء مكانة عالمية رائدة في هذا المجال. ويقترح التقرير أن تسهم الحكومات في ذلك من خلال تطوير سياسات واضحة وثابتة وطويلة الأمد تجاه الطاقة الشمسية باعتبارها مصدراً بديلاً للطاقة، بالإضافة إلى إكمال خططها القصيرة والمتوسطة الأمد. ويوضح التقرير أيضاً أن نضوج سوق الطاقة البديلة سوف يسهم بدوره في إدراك المصارف المحلية لأهمية تمويل هذا القطاع”.
وقال ناجي الحداد، مدير معرض “القمة العالمية لطاقة المستقبل” التي تقوم بتنظيمها شركة “ريد للمعارض” وتستضيفها شركة “مصدر”، أن التقرير يبرهن على الدور الكبير للريادة الفكرية في قطاع الطاقة النظيفة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
وأضاف الحداد: “يعد التعاون ونقل المعرفة الركيزة الأساسية التي تقوم عليها ’القمة العالمية لطاقة المستقبل‘. وستسهم الآراء التي أغنى بها الخبراء هذا التقرير في اكتساب الخبرات المناسبة التي تسعى إليها دول مجلس التعاون الخليجي في مجال الطاقة المتجددة. ويسلط التقرير الضوء على الفرص الاستثمارية والتحديات في منطقة الشرق الأوسط التي تتحول شيئاً فشيئاً إلى أحد القادة العالميين في مجال الطاقة النظيفة. ونحن نتمنى أن يساهم هذا التقرير في الدفع باتجاه مزيد من الحوار والتعاون على أعلى المستويات خلال ’القمة العالمية لطاقة المستقبل 2014‘ التي تنعقد ضمن إطار ’أسبوع أبوظبي للاستدامة‘ خلال شهر يناير القادم”.