جلاسكو- استكتلندا: أعلنت اليوم مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية – وهي مؤسسة عمومية وطنية في المملكة العربية السعودية – أنها وبالتعاون مع شركة لايف تيكنولوجيز (ناسداك:لايف) برنامجا ثوريا أطلق عليه “البرنامج السعودي للجينوم البشري” – وهو مشروع وطني بحثي لدراسة الأسس الوراثية ومسببات الأمراض في المملكة العربية السعودية وفي منطقة الشرق الأوسط، واستخدام النتائج التي تم التوصل إليها لتوفير العناية الشاملة للفرد في المجتمع السعودي.
فمن خلال شبكة أولية مكونة من 10 مراكز للجينوم منتشرة في أنحاء المملكة العربية السعودية، سوف يتمكن هذا المشروع الطموح باستخدام أجهزة التسلسل الجيني أيون بروتونTM لتحديد تسلسل الحمض النووي الوراثي بالعمل على تحليل ما يناهز 100،000 جينوم بشري في غضون السنوات الخمس القادمة لدراسة كل من الأمراض العادية وكذا الأمراض المرتبطة بالجينات وتحديدا بين مواطني المملكة العربية السعودية، وسوف تليها حوالي خمس مراكز سيتم استحداثها في المستقبل القريب. سيتم تحليل البيانات المتغيرة لنتائج تحليل هذه الجينات ومن تم استخدامها لإنشاء قاعدة بيانات سعودية محددة تكون حجر الأساس لبرامج التطوير المستقبلية في مجال الطب الشخصي المخصص في المملكة وسوف يبلور هذا المشروع تمثيلا شاملا لكافة الجهود المبذولة في سبيل تحديد الجينات المسئولة عن الأمراض لبلد كامل وللمواطن العربي.
وقد التزمت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بتطوير برامج تطويرية وبحثية متميزة في كافة المجالات العلمية؛ وقال معالي الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية: “لدينا إستراتيجية وسياسة واضحة للعلوم وهي ذات أهمية كبرى لمجتمع مبني على المعرفة، فنحن نؤمن أن برنامج مشروع الجينوم البشري السعودي سوف يُسهِم في تشكيل وصياغة فهمٍ كامل للصحة والمرض، وبمثابة مدخل لجيل جديد من الطب الموجَّه والمخصص في المملكة العربية السعودية، ونعبر في هذا المقام عن فائق شكرنا للقيادة الحكيمة على رؤيتها ودعمها واستثمارها”
وقال سمو الأمير الدكتور تركي بن سعود آل سعود، نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية: “إن برنامج الجينوم البشري السعودي سوف يضع المملكة في مصاف الدول الرائدة في مجال الطب الشخصي، وسوف يُمكِّن مواطني المملكة من فهم المرض واتخاذ قرارات تخص حالتهم الصحية. كما نأمل أن تنهج مؤسسات تعليمية عالمية أخرى هذا المسار وتستخدم المرافق المتطورة التي سوف تطلقها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في المستقبل القريب”.
سيتم تنفيذ التسلسل باستخدام أجهزة متطورة تنتجها لايف تكنولوجيز، وهذه التقنية مبنية على أشباه الموصلات ويطلق عليها اسم ايون بروتون ™ لتحديد التسلسل في الحمض النووي الوراثي. وسيتم استخدام هذه الأجهزة في الشبكة المكونة من 15 مركزا لدراسة الجينوم في مواقع مختلفة منتشرة في أنحاء المملكة.
“إن هذا البرنامج والمصنف بمقياس استثنائي تم الوصول إليه بتقنية ايون بروتون ” كما قال غريغوري تي. لوسييه، رئيس مجلس الإدارة و الرئيس التنفيذي لدى شركة لايف تكنولوجيز . ” كما أنه يكشف عن رؤية مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والمتمثلة في وضع المملكة العربية السعودية بمرتبة رائد عالمي في مجال الأبحاث الوراثية من خلال مراكز أبحاث الجينوم حتى يكون الهدف في نهاية المطاف هو نقلة نوعية هامة في مجال الطب الشخصي. كما نتوقع أن تقدم المدينة برنامج الجينوم البشري السعودي هذا ليكون نموذجا يحتذى به في العديد من البلدان”.
فقد تم تصميم كل مركز من المراكز المذكورة وتجهيزها من قبل فرق متخصصة في بناء الوحدات الخدمية العملاقة لدى لايف تكنولوجيز وهو ما سيعمل على تسريع المشروع من خلال توفير حلول طرفية وخدمات للعمليات والمعلومات. هذه الثروة من المعلومات على افتراض وجود موافقة كاملة مسبقة للمشاركين، سوف تمكن الأطباء في المستقبل من تقديم تَصوُّرٍ للأمراض النادرة عند القيام بفحص ما قبل الزواج و قبل الولادة، والتي سوف تسهل اعتماد الطب الوقائي و تقليل العبء العاطفي والاجتماعي والاقتصادي لحالات نادرة من العيوب الخلقية عند الولادة. كما أن هذه البيانات سوف تسهم في الدراسات على الساكنة في جميع أنحاء العالم لفهم و مقارنة التأثيرات السكانية لمنطقة محددة، الشيء الذي يؤدي إلى متغيرات طبيعية و تحولات ضارة ربما تكون شائعة أو ضمن الطفرات النادرة.
وقال الدكتور برابو سامباث ، الرئيس التنفيذي لشركة توريدات الخليج للأنظمة الإحيائية (IGB ) وهي الموزع المعتمد لشركة لايف تكنولوجيز في منطقة الشرق الأوسط :” إن شركة توريدات الخليج للأنظمة الإحيائية تحظى بالشرف كونها لعبت دورا محوريا متميزا في جلب هذه التكنولوجيا الفريدة في تسلسل الجينوم من لايف تكنولوجيز إلى المدينة، حيث سيكون لهذا المشروع أثرا على المستوى البعيد، فسوف يعمل على إدخال تقنيات وأساليب جديدة، بما في ذلك تقنيات الطب الدقيق إلى كل من المرضى و الأطباء الذين يتعاملون معهم”.
والجدير بالذكر هنا أن جهاز أيون بروتونTM مخصص لأغراض الأبحاث فقط . وليس للاستعمال في إجراءات التشخيص.