جدة، المملكة العربية السعودية: اختتمت الدورة السنوية الثانية من “المنتدى العالمي للتعليم والمهارات” فعالياتها مع الدعوة لتحقيق التكافؤ بين الجنسين في التعليم من أجل التغلب على تحديات التمييز والفقر المزمن، وإحداث تغييرات اجتماعية إيجابية في جميع أنحاء العالم.
وعُقد المنتدى برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله؛ خلال الفترة 15-17 مارس في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، بحضور أكثر من 850 شخصية من زعماء العالم وقادة الأعمال والوزراء وخبراء التعليم، بمن فيهم الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، بهدف تعزيز الجهود لمعالجة أزمة التعليم العالمية.
وضمن فعاليات اليوم الأخير من “المنتدى العالمي للتعليم والمهارات”، قالت معالي ريم الهاشمي، وزيرة الدولة ورئيس مجلس إدارة “دبي العطاء”: “يجب أن يكون تعليم الإناث حجر الزاوية في تنمية المجتمع. وإذا لم تكن الفتيات جزءاً من عملية التعليم، فستكون جميع الجهود المبذولة في هذا المجال بعيدة عن هدف تحقيق التنمية المستدامة، وكسر حلقة الفقر”.
وذكر المشاركون في جلسات اليوم الأخير أن الفتيات هن أقل حظاً من الفتيان لإكمال التعليم الابتدائي، ولم تنجح إلا ما نسبته 38% من دول العالم في تحقيق التكافؤ بين الجنسين في مرحلة التعليم الثانوي على الرغم من الالتزامات الدولية بالسعي لإغلاق هذه الفجوة .
وهناك الكثير من الأسباب الرئيسية لتهميش الملايين من الفتيات وعدم توفير المعرفة والتعليم الضروري لتنمية مهاراتهن، كالفقر، وبعد المسافة عن المدرسة، وبيئات التعليم غير الآمنة، والنقص الكبير في أعداد المدرسات المدربات، فضلاً عن العادات والأعراف الاجتماعية.
وتحدثت ايرينا بوكوفا، المدير العام لمنظمة اليونسكو، عن شراكة منظمة اليونسكو العالمية لتعليم الفتيات والنساء. وأشارت إلى أنه يتم العمل على مجموعة من الشراكات المبتكرة بالتعاون مع الكثير من الجهات المعنية كجزء من الجهود الرامية للتغلب على مشاكل التمييز والتهميش، ولا سيما في أفريقيا وآسيا.
وعلقت بالقول: “يمثل تعليم الإناث العامل الأساسي لتغيير قواعد اللعبة وتعزيز التحول الاجتماعي، وهذا ما يمثل مفتاح التنمية المستدامة. وتسعى منظمة اليونسكو إلى زيادة الشركاء وتوسيع الامتداد الجغرافي وحجم الموارد من أجل تحقيق هذا الهدف”. كما أضافت: “تهدف اليونسكو إلى تحقيق الأهداف المستدامة في المستقبل بحلول عام 2015، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً أمام الجهود العالمية، ولن يكون بالإمكان تجاوز هذه العوائق إلا بالاستثمار في تعليم الفتيات. وعلى هذا الأساس، تلعب الشراكات بين القطاعين العام والخاص دوراً حاسماً في هذا المجال”.
كما شهد اليوم الختامي للمنتدى أيضاُ إطلاق حملة عالمية كبيرة تحت شعار “دعم الأعمال للتعليم” لحث الشركات العالمية وقطاع الأعمال على تخصيص 20 في المائة من حجم إنفاق برامج المسؤولية الاجتماعية على قطاع التعليم بحلول عام 2020. وتهدف هذه الحملة التي تم تنظيمها بالشراكة مع منظمة اليونسكو وتحالف الأعمال العالمي للتعليم إلى مواكبة أهداف قطاع الأعمال مع أهداف الحكومة والمنظمات غير الحكومية من حيث الإنفاق على التعليم .
وبهذا السياق قال مجيد جعفر، المدير التنفيذي لشركة “نفط الهلال”: “لا يقتصر إطلاق هذه الحملة على الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية والأعمال الخيرية فحسب، بل يمثل الجهود المبذولة للاستثمار من أجل المستقبل. ويجب أن تدرك الشركات أن العثور على الأشخاص المناسبين لمواكبة متطلبات النمو في المستقبل يمثل واحداً من أهم وأكبر التحديات التي ستواجههم. وبدلاً من انتظار الحكومات للعمل على توفير الموارد البشرية اللازمة، يمكن لهذه الشركات اعتماد خيار أفضل يتمثل في بدء الاستثمار في التعليم”.
ومن جانبه قال جيم هاجمان سنيب، الرئيس التنفيذي المشارك في “SAP”: “تمثل هذه الحملة فرصة لا مثيل لها في مجال التعليم. إننا نعمل على تضمين نحو ملياري شخص في العملية الإبداعية ودفع الشركات إلى العالم الرقمي لخلق فرص في كل مكان في العالم. ورغم أن سرعة التطورات التكنولوجية يمكن أن ينظر إليها على أنها مشكلة للشركات، إلا أنها تساهم في الواقع بتوفير إمكانية الوصول إلى كل فرد في العالم وبتكلفة أقل بكثير”.
وقد أكدت العديد من الشركات العالمية مشاركتها في حملة “دعم الأعمال للتعليم”، وهي شركة “SAP”، وشركة “نفط الهلال”، وشركة ” برايس وتر هاووس كوبرز” PWC، ومجموعة “هانيويل” في نيجيريا، ومجموعة “ماجد الفطيم”، ومجموعة “جميرا”، و”إيكوتي بنك” في كينيا. ومن المتوقع مشاركة المزيد من الشركات في هذه الحملة العالمية خلال المؤتمرات الخمسة التي ستعقد في كل من دبي، ونيويورك، وهونغ كونغ، وجوهانسبرغ، ودبي على مدار العام.
وسلط المشاركون في جلسات المنتدى الضوء على ضرورة تنظيم شراكات فعالة ومتكاملة بين القطاعين العام والخاص مع المجتمع للاستفادة بالشكل الأمثل من التقنيات الحديثة لتوفير فرص الوصول إلى التعليم الجيد للأطفال في جميع أنحاء العالم.
ومن الجدير بالذكر أنه تم تنظيم “المنتدى العالمي للتعليم والمهارات” بالشراكة مع اليونسكو، ووزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات، ومؤسسة فاركي جيمس، و”دبي العطاء”، دعماً لمبادرة “التعليم أولاً” العالمية للأمين العام للأمم المتحدة.